Search results

باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل أحد الوسائل الاتصالية والإعلامية المتنامية الأهمية في الوقت الراهن و لما تمتاز به من سمات جعلت من فئات واسعة من المستخدمين الاعتماد عليها في علاقاتهم الشخصية وفي الحصول على المعلومات والأخبار وفي التواصل مع الآخرين , الأمر الذي جعل منها وسائل ذات أهمية متزايدة في المجالات الاجتماعية والإعلامية والسياسية فالكثير من الإحصائيات تشير إلى أن أعداد مستخدمي هذه المواقع قد تجاوز المليار مستخدم في العالم مما يعكس مدى أهمية هذه الوسائل لأعداد كبيرة من فئات الجمهور0
وتشير وسائل التواصل الاجتماعي إلى بداية مرحلة WEB 2.0 في عصر الانترنت والذي جعل منها " منصة " للتعبير عما يريد المتلقي التعبير عنه من آراء وأفكار ووجهات نظر وإيصال معلومات إلى متلقين آخرين يشاركونه الفضاء نفسه في العالم الافتراضي , ونعني به شبكة الإنترنت والتي جعلت من المتلقي مشاركا في العملية الاتصالية بدور فعال وحيوي , عكس الدور السلبي في وسائل الأعلام التقليدية الذي يقتصر به على التلقي فحسب 0
فقد أصبح المتلقي في مرحلة web2.0 قائما بالاتصال وصانعا للمحتوى وبرز مصطلح user generated content الذي يعرف اختصارا (u.g.c) ومن هنا فقد أصبحت هذه الوسائل مميزة بإمكانياتها وبمحتوياتها وبالدور الذي تقوم به في تفعيل دور المستخدم وإضفاء السمة الايجابية على الدور الذي يقوم به ومن هنا فأن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت أهمية كبيرة في الكثير من المجالات ومن ضمنها المجال السياسي , في حث المستخدمين على المشاركة السياسية والتعرف على البرامج والحملات الانتخابية للمرشحين , مما جعل من هذه الوسائل أحد الأدوات والوسائل المهمة للتحشيد ومحاولة كسب الناخبين والتأثير على الرأي العام باتجاه معين , وهو ما سيعمل البحث على دراسته حيث يسعى إلى التعرف على دور وسائل التواصل الاجتماعي في دعم المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية العراقية 2014 , وماهية هذا الدور التي ساهمت في تفعيل المشاركة السياسية لمستخدمي هذه الوسائل

شهد العالم تغيرات سريعة ومتلاحقة في المعلومات والاتصالات والفضائيات, بحيث أصبحت أحدى سمات عصر العولمة باعتبار أن الفضائيات تساعد على وصول الفكر والثقافة والحضارة ,من خلال رسائل موجهة إلى كافة الأفراد في كافة أنحاء العالم ,الأمر الذي يجعل من القنوات الفضائية أداة مهمة للتأثير في الرأي العام العالمي, إذ أصبحت الرسائل المصورة التي يتم بثها عبر الفضائيات إلى كافة أنحاء العالم حاملة الأخبار من موقع الأحداث وتعليقات المراسلين وتحليلات ومناقشات الخبراء في شتى التخصصات وبكافة اللغات العالمية. كما تزايد الاهتمام بالأخبار بظهور مؤسسات وقنوات جديدة , وتزايدت أمكانية النقل الحي للأحداث والمنافسة بين الوسائل الإعلامية المختلفة ,وتزايدت حاجة البشرية إلى أخلاقيات الأعلام في عصر تطورت فيه ثورة المعلومات والاتصال دون نظرية ودون أخلاقيات(1) إذ يوجد أجماع شبه تام بين دارسي الاتصال وممارسيه ومتخذي القرار الاتصالي والسياسي على أن مصداقية الاتصال بصفة عامة والجماهيري بصفة خاصة, هي مكون أساسي لنجاح عملية الاتصال, وأنها أحد المعايير المهمة التي على أساسها يتم التفاضل بين وسيلة إعلامية وأخرى(2) .

انعكس التطور الهائل والمستمر في تكنولوجيا الاتصال في العصر الحديث على زيادة القوة التأثيرية لوسائل الأعلام وتزايد خطورتها, فأصبحت تلعب دورا كبيرا في تكوين تصور الفرد للعالم المحيط به, وفي تكوينه للحقائق والآراء والمعتقدات حول هذا العالم, مما أدى بالاتصال الى أن يأخذ الصبغة الدولية,ويتجه نحو العولمة التي أصبحت تسود كافة الأنشطة الإنسانية, وزاد التكامل بين وسائل الأعلام التقليدية والحديثة, وأصبح التعرض لوسائل الاتصال جزءا من نسيج الحياة اليومية للمواطنين, وأحدثت هذه التغيرات في مجال الاتصال تأثيرات كبيرة في منطقتنا العربية تزامنت مع تعاظم تأثير وسائل الأعلام التي أصبحت أهم المصادر الأساسية للحصول على المعلومات.(1), وتقوم وسائل الأعلام بدور حيوي وفاعل في التوعية بأهمية قضايا الإصلاح السياسي وتشجيع الجمهور على المشاركة والقيام بدور ايجابي فيها وذلك عن طريق تقديم المعلومات والحقائق والتوضيحات والتعليقات المختلفة, فضلا عن تقديم الآراء المتعددة والتي يمكن أن تساهم في تشكيل اتجاهات المتلقين نحو هذه القضايا.(2)

المقدمة
تستحوذ عمليات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات على أهمية بالغة لما لها من دور كبير في تحقيق التقدم والرفاهة لأفراد المجتمع , وهذا يأتي من خلال ما تشكله من أهمية في تحسين أداء الاقتصاد الوطني وتوفير الخدمات الضرورية التي التي يسعى إليها الأفراد, وبما يحقق تحسنا في مستلزمات حياتهم اليومية. وتؤدي وسائل الأعلام المختلفة دورا حيويا وفاعلا في التعريف بأهمية قضايا الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وتحفيز الجمهور على المشاركة والقيام بدور فاعل فيها من تقديم المعلومات والحقائق والتوضيحات والتعليقات المختلفة, الى جانب تقديم الآراء المتعددة والتي يمكن أن تسهم في تكوين اتجاهات المتلقين لهذه القضايا

تقديم:
لم يكن اهتمام المؤرخين العرب والمسلمين بالغرب وليداً لحقبة تأريخيه معينة وإنما ظهر مع بداية التطور في الكتابة التاريخية للمؤرخين وشروعهم في مد آفاق المعرفة والاطلاع على تأريخ وحضارة الأمم المجاورة لهم ومنها (الغرب) وانتهاج رؤية علمية قد ارتكزت على الرغبة في استطلاع ما لدى الآخر (الغرب) من أحوال اجتماعية وسياسية ودينية واقتصادية وعلمية ضمن دلالة علم ظهر متأخراً لكن جذوره تعود الى العصور الإسلامية الأولى وهو علم (الاستغراب) الذي عرف بأنه طلب الغرب من قبل الشرق وتجاوز حدود الاختلاف في الرؤى والأفكار([i]).
وواقعا لهذا العلم أهمية كبيرة إذ أنه كشف لنا أن العديد من المؤرخين العرب والمسلمين قد أظهروا اهتماما ً كبيرا في رواياتهم بالغرب رغبة في زيادة معلوماتهم واستطلاع ما لدى الغرب من أحوال سياسية أو اجتماعية وغيرها ضمن رؤية لم تتحدد بطبيعة العلاقات ما بين المسلمين والغرب سواء كانت في مجالها السياسي أو العسكري وإنما بهدف إظهار أن التأريخ المعرفي لكل أمة لا يكتمل دون الاطلاع على ثقافات الأمم الأخرى ومنها الغرب.

([i]) حنفي ، مقدمة في علم الاستغراب، ص24 ، الوائلي ، توظيف منهج الاستغراب ، ص 23 ، ص24.